وعن ابن عمر أيضا أنه قال: من طاف وصلى ركعتين فهاتان يكفران ما أمامهما.
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أنه طاف بالبيت وهو متكئ على غلام له يسمى طهمان، وهو يقول: والله لأن أطوف بهذا البيت أسبوعا لا أقول فيه هجرا وأصلى ركعتين أحب إلى من أن أعتق طهمان (1). والهجر- بضم الهاء- هو الإفحاش فى المنطق، قاله فى «الصحاح».
وفى «الإحياء للغزالى» لا تغرب الشمس من يوم إلا ويطوف بهذا البيت رجل من الأبدال، ولا يطلع الفجر من ليلة إلا وطاف واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض.
وروى الأزرقى (رحمه الله) أن ابن عمر، كان يطوف سبعة أسابيع بالليل وخمسة بالنهار وأن آدم (عليه السلام) كان يطوف كذلك.
وذكر غير الأزرقى أن آدم كان يقول فى طوافه: اللهم اجعل لهذا البيت عمارا يعمرونه من ذريتى.
وعن محمد بن فضيل أنه قال: رأيت ابن طارق فى الطواف، وقد انفرج الطائفون له وفى رجليه نعلان، فحزروا طوافه فى ذلك الزمان فإذا هو يطوف فى اليوم والليلة عشرة فراسخ (2). والحزر- هو التقدير والخرص- يقال حزرت الشىء أحزره وأحزره بالضم والكسر كذا فى «الصحاح».
وذكر ابن الجوزى فى «الصفوة» أن محمد بن طارق كان يطوف كل يوم وليلة سبعين سبعا (3).
فائدة: أعداد الطواف لها سبع مراتب (4) ذكرها الإمام أبو عبد الله بن أبى الصيف اليمنى (رحمه الله).
صفحة ١١٦