أي ترد به الموارد. وفي قول الله جل ثناؤه:
إياك نعبد وإياك نستعين
[الفاتحة: 5] ما ينبىء عن خطأ هذا التأويل مع شهادة الحجة من المفسرين على تخطئته وذلك أن جميع المفسرين من الصحابة والتابعين مجمعون على أن معنى «الصراط» في هذا الموضع غير المعنى الذي تأوله قائل هذا القول، وأن قوله:
إياك نستعين
[الفاتحة: 5] مسألة العبد ربه المعونة على عبادته، فكذلك قوله «اهدنا»، إنما هو مسألة الثبات على الهدى فيما بقي من عمره. والعرب تقول: هديت فلانا الطريق، وهديته للطريق، وهديته إلى الطريق: إذا أرشدته إليه وسددته له. وبكل ذلك جاء القرآن، قال الله جل ثناؤه:
وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا
[الأعراف: 43] وقال في موضع آخر:
اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم
[النحل: 121] وقال: { اهدنا الصراط المستقيم } وكل ذلك فاش في منطقها موجود في كلامها، من ذلك قول الشاعر:
أستغفر الله ذنبا لست محصيه
صفحة غير معروفة