لا بذي مزرع ولا مثمورا
فعناها عليهم غاديات
ومرى مزنهم خلايا وخورا
عسلا ناطفا وماء فراتا
وحليبا ذا بهجة ممرورا
الممرور: الصافي من اللبن، فجعل المن الذي كان ينزل عليهم عسلا ناطفا، والناطف: هو القاطر. القول في تأويل قوله تعالى: { والسلوى } والسلوى: اسم طائر يشبه السماني، واحده وجماعه بلفظ واحد، كذلك السماني لفظ جماعها وواحدها سواء. وقد قيل: إن واحدة السلوى سلواة.
ذكر من قال ذلك: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثني عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: السلوى: طير يشبه السماني. حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، قال: كان طيرا أكبر من السماني. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: السلوى: طائر كانت تحشرها عليهم الريح الجنوب. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: السلوى: طائر. حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: السلوى: طير. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد، قال: سمعت وهبا وسئل: ما السلوى؟ فقال: طير سمين مثل الحمام. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: السلوى: طير. حدثنا المثنى، قال: ثنا إسحاق قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس: السلوى: كان طيرا يأتيهم مثل السماني. حدثني المثنى، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن مجالد، عن عامر، قال: السلوى: السماني. حدثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: السلوى: هو السماني. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو أحمد، قال: ثنا شريك، عن مجالد، عن عامر، قال: السلوى: السماني. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر ، قال: ثنا قرة، عن الضحاك، قال: السمانى هو السلوى. فإن قال قائل: وما سبب تظليل الله جل ثناؤه الغمام وإنزاله المن والسلوى على هؤلاء القوم؟ قيل: قد اختلف أهل العلم في ذلك، ونحن ذاكرون ما حضرنا منه. فحدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط بن نصر، عن السدي: لما تاب الله على قوم موسى وأحيا السبعين الذين اختارهم موسى بعد ما أماتهم، أمرهم الله بالمسير إلى أريحا، وهي أرض بيت المقدس. فساروا حتى إذا كانوا قريبا منها بعث موسى اثني عشر نقيبا. وكان من أمرهم وأمر الجبارين، وأمر قوم موسى ما قد قص الله في كتابه، فقال قوم موسى لموسى:
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
[المائده: 24] فغضب موسى، فدعا عليهم فقال:
رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين
صفحة غير معروفة