يرضيه بهن: {قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين}، {وكتبنا له في الألواح من كل شيء} إلى قوله: {دار الفاسقين}. وقال: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}.
قال: فرضي موسى كل الرضا.
وخرج أبو نعيم في "الحلية" أيضا من حديث أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، حدثنا وهب بن السماك، عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: قال كعب الأحبار: قال موسى عليه السلام: إني لأجد في الألواح صفة قوم على قلوبهم من النور مثل الجبال الرواسي، تكاد الجبال والرمال أن تخر لهم سجدا من النور، فسأل ربه عز وجل وقال: رب، اجعلهم أمتي. قال الله عز وجل: يا موسى، إني اخترت أمة محمد صلى الله عليه وسلم وجعلتهم أئمة الهدى، وهؤلاء طوائف من أمته.
قال: يا رب، فيما بلغوا هؤلاء حتى آمر بني إسرائيل فيعملوا مثل عملهم، وأبلغ نعتهم؟ قال: يا موسى، إن الأنبياء كادوا أن يعجزوا عما أعطيته أمة محمد صلى الله عليه وسلم يا موسى، بلغوا أنهم تركوا الطعام الذي أحللت لهم رغبة فيما عندي، وكان عيشهم في الدنيا الفلق [من الخبز] والخلق من الثياب، أيسوا من الدنيا فأيست الدنيا منهم، أقربهم مني وأحبهم إلي أشدهم جوعا وأشدهم عطشا .. .. وذكر الحديث بطوله.
صفحة ١٤١