42

جمهرة اللغة

محقق

رمزي منير بعلبكي

الناشر

دار العلم للملايين

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٨٧م

مكان النشر

بيروت

(حرف الثَّاء وَمَا بعْدهَا من سَائِر الْحُرُوف فِي الثنائي الصَّحِيح) (ث ج ج) ثججت المَاء أثجه ثَجًّا إِذا صببته صبا كثيرا. وَكَذَلِكَ فسر فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ وَعز: ﴿مَاء ثجاجا﴾ . وَهَذَا مِمَّا جَاءَ فِي لفظ فَاعل والموضع مفعول لِأَن السَّحَاب يثج المَاء فَهُوَ مثجوج. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: ثججت المَاء وثج المَاء وانثج المَاء كَمَا قَالُوا: ذرفت الْعين الدمع وذرف الدمع فَهُوَ ذارف ومذروف. قَالَ الراجز: (حَتَّى رَأَيْت العلق الثجاجا ...) (قد أخضل النحور والأوداجا ...) وَفِي الحَدِيث: تَمام الْحَج العج والثج. فالعج: العجيج فِي الدُّعَاء والثج: سفك دِمَاء الْبدن وَغَيرهَا. [جثث] وَاسْتعْمل من معكوسه: جثثت الشَّجَرَة وَغَيرهَا جثا إِذا انتزعتها من أَصْلهَا. وَفسّر قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: ﴿اجتثت من فَوق الأَرْض مَا لَهَا من قَرَار﴾ من هَذَا وَالله أعلم. والمجثة والمجثاث: حَدِيدَة يقطع بهَا الفسيل والفسيلة جثيثة. قَالَ الراجز فِي النّخل: (أَقْسَمت لَا يذهب عني بَعْلهَا ...) (أَو يَسْتَوِي جثيثها وَجعلهَا ...) البعل من النّخل: مَا اكْتفى بِمَاء السَّمَاء. والجعل: مَا نالته الْيَد. وَفِي كتاب النَّبِي ﵌ لأكيدر بن عبد الْملك صَاحب دومة الجندل: لكم الضامنة من النّخل وَلنَا الضاحية من البعل. الضامنة: مَا أطاف بِهِ سور الْمَدِينَة والضاحية: مَا كَانَ خَارِجا. والجث: مَا ارْتَفع من الأَرْض حَتَّى يكون لَهُ شخص مثل الأكيمة الصَّغِيرَة وَنَحْوهَا. وأحسب أَن جثة الرجل من هَذَا اشتقاقا. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: لَا تسمى جثة إِلَّا أَن يكون قَاعِدا أَو نَائِما فَأَما الْقَائِم فَلَا يُقَال: جثته إِنَّمَا يُقَال: قمته. وَزَعَمُوا أَن أَبَا الْخطاب الْأَخْفَش كَانَ يَقُول: لَا أَقُول: جثة الرجل إِلَّا لشخصه على سرج أَو رَحل وَيكون معتما وَلم يسمع عَن غَيره. قَالَ الشَّاعِر فِي الجث الَّذِي تقدم // (طَوِيل) //: (فأوفى على جث ولليل طرة ... على الْأُفق لم يهتك جوانبها الْفجْر) (ث ح ح) [حثث] اسْتعْمل من معكوسه: حث يحث حثا إِذا استعجل. والحث: حطام التِّبْن. والحث أَيْضا: من الرمل الْيَابِس الخشن. أنشدنا عبد الرَّحْمَن بن عبد الله عَن عَمه الْأَصْمَعِي لراجز دَعَا على أَرض أَلا يُصِيبهَا مطر ثمَّ ذكر اليبس:

1 / 81