169

جمال القراء وكمال الإقراء

محقق

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

الناشر

دار المأمون للتراث-دمشق

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٨ هـ

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت

متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلًا؟ متى أحب ما أحب؟
متى أَبغَضُ ما أبغضَ؟ متى أنصح لله؟ متى أخلص له عملي؟ متى أُقصر
أملي؟ متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟ متى أعمر قبري؟ متى
أتفكر في الموقف وشدته؟ متى أفكر في خلوتي مع ربي؟ متى أحذر ما
حذرني ربي ﷿ من نارٍ حرها شديد، وقعرها بعيد، وعمقها طويل، لا
يموت أهلها فيستريحون، ولا تُقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، وطعامهم
الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بُدلوا جلودًا غيرها ليذقوا
العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفًا على
تقصيرهم في طاعته، وركوبهم المعاصي لله ﷿، فقال منهم قائل:
"يا ليتني قدمت لحياتي، وقال قائل: "رب ارجعون لعلي أعمل
صالحًا فيما تركت، وقال قائل: "يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر
صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "..
وقال قائل: (يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانًا خليلًا)
وقالت فرقة منهم وجوههم تتقلب في أنواع من العذاب:
"يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا".
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن حذرها الله ﷿
للمؤمنين في غير موضع من كتابه رحمة منه لهم فقال ﷿:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦) .

1 / 205