الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
وهي في الانسان وكثير من الحيوان تجذب الدم إلى الانثيين من | الأعضاء ، فتتقبل الآثار المتعلقة بالتوليد ، فتغير تغيرا معدا لحصول | صورة النطفة فيه ، ثم تلحقه عفونة تعد المادة التركيبية ، لخلع صورة | | ولبس أخرى . وإذا تعلقت النفس بها تبعها مزاج غير الذي كان في | المادة يعد لقبول آثار النفس . وتنقسم المولدة إلى نوعين : ما يفصل | جزءا من الغذاء بعد الهضم التام ، ليصير مبدأ لشخص ( آخر ) من | نوعه أو جنسه ، وما يفيد بعد استحالته الصور والقوى والأعراض | الحاصلة للنوع الذي انفصل عنه البرز ، أو بجنس ذلك النوع والمادة | التي تفعل فيها المولدة في الحيوانات التي نعرفها ، هو المنى ، وهو فضل | الهضم الأخير .
وذلك إنما تكون عند نضج الدم في العروق ، وصيرورته مستعدا | استعدادا تاما ، لأن يصير جزءا من جوهر الأعضاء ، ولذلك فإن الضعف | الذي يحصل من استفراغ المنى أقوى مما يحصل من استفراغ أمثاله من | الدم ، لأن ذلك يورث الضعف في جواهر الأعضاء الأصلية .
ومجموع القوى التي في النبات يقال لها القوى الطبيعية . وبالكيفيات | الأربع يتم أمر هذه القوى ، فإن الحرارة تلطف ، وتحرك المواد ، | والبرودة تسكن وتعقد ، والرطوبة توءاتي لقبول التشكل والتخلق ، | واليبوسة تحفظ الشكل وغيره ، وتفيد التماسك . وخلقت الحرارة في | الحيوانات ، أو في بعضها أكثر من الرطوبة ، لتتمكن بها القوى من | تصليب الرطوبة وعمل العظام والغضاريف وما شاكلها منها .
فإذا صلبت قلت الرطوبة ، وكانت الحرارة باقية على جملتها ، | فتمعن في إفناء باقي الرطوبات ، إلى أن تأتي على جميعها ، فيموت ذلك | الحيوان ، ولموته أسباب أخرى مذكورة في كتب الطب .
والغاذية تخدم النامية ، وتخدمان جميعا المولدة ، وفي الانسان | تبقى الغاذية بعد القوتين ، وتحدث المولدة بعد الغاضية والنامية ، | وتبقى الغاذية والمولدة بعد النامية . |
صفحة ٤٢٢