245

الجديد في الحكمة

محقق

حميد مرعيد الكبيسي

الناشر

مطبعة جامعة بغداد

سنة النشر

1403م-1982م

مكان النشر

بغداد

والأفلاك كثيرة : منها ما مركزه موافق لمركز الأرض ، تحقيقا أو | تقريبا . ومنها ما مركزه خارج عن مركزها ، وهو إما محيط بها ، وهو | المسمى بالخارج المركز ، أو غير محيط بها ، وهو فلك التدوير . وأما | الكواكب فأكثر من أن تحصى . والذي عرف منها بالرصد سبع متحيزة ، | وألف ونيف وعشرون كوكبا ثوابت . وهذه المباحث أكثرها مبني على أن | السماويات لا يعرض لها اختلاف سرعة وبطء ، ولا انخراق والتئام ، ولا | | تخلخل وتكاثف ، ولا رجوع وانعطاف ( ولا ) وقوف ، ولا خروج من حيز .

ويلزم من ذلك أن الكواكب لا تنتقل حول الأرض ، بأن يخترق لها | أجرام الأفلاك ، بل انتقالها بسبب حركة الأفلاك المركوزة فيها ، وأن | تكون الحركات المختلفة في الرؤية مستندة إلى ما تقتضي تشابهها .

وتلك المختلفة لا يمكن أن تكون حركة بسيطة ، بل يجب كونها من | جملة بسائط كل واحد منها متساو .

وكل حركة تختلف زواياها ، أو قسها في الأزمنة المتساوية ، فهي | مركبة ، وليس كل مركبة كذلك . فإن كانت هذه الأصول واجبة في نفس | الأمر ، فلا بد لكل كوكب من عدة أفلاك لحركاته المشاهدة .

وإن لم تكن واجبة فالحدس يحكم بوقوعها في السمائيات في الأغلب ، | وتتكثر أفلاك كل كوكب .

ويصدق أكثر ما ذكرته ، ألا ترى كيف تحدس النفس من موافاة | مركز تدوير القمر وعطارد ، أوجيهما في كل دورة مرتين ، وكذا | حضيضهما ، أن فلك التدوير لهما ، لا يقطع الحامل بحركته وحده ، بل | هو متحرك بحركة الفلك الحامل له ، وكيف تحدس من كون القمر كلما | كان أكثر بعدا من الأرض ، كان خسوفه أقل مكنا ، على أن الظل يستدق | كلما بعد عنها ، وعلى أن الشمس أكبر منها .

وربما يختلف باختلاف الأشخاص الجزم بذلك ، على حسب ما ينظم | من القرائن العلمية والاعتبارية ، من أحوال الحركات وغيرها .

وأنت تعلم أن الجسم الواحد من هذه ، ومن غيرها ، لا يتحرك حركتين | إلى جهتين ، من حيث هما حركتان ، بل تتحرك حركة واحدة ، تتركب | منهما .

صفحة ٤٠٢