الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
وإذا صار مقابلا لها كان وجهه المضيء ( كله ) إلينا ، فيرى | | تام النور . وإذا انصرف عن المقابلة انتقض نوره ، وازدادت ظلمته ، | إلى أن يجتمع بالشمس ، فلا يقابلنا من نوره شيء . وإذا حصل القمر | على مقابلة الشمس ، ووقع في ظل الأرض ، انحجب نور الشمس عنه | فيبقى على ظلامه الأصلي . فإن لم يكن له ميل عن مسامتة الشمس انخسف | كله . وإن كان له ميل أقل من مجموع نصف قطر القمر والظل ، انخسف بعضه .
أما إذا كان الميل مساويا لمجموع نصف القطرين ، أو أكثر ، لم يقع | في الظل المذكور ، ولم ينخسف . وهذا دليل على أن جرم الشمس أعظم من | جرم الأرض . ولولا ذلك لوجب انخساف القمر في الاستقبالات كلها .
ونحن إذا توهمنا خطوطا تخرج من طرفي قطر الشمس ، إلى طرفي قطر | الأرض ، خارجة كذلك بالاستقامة ، فإنها تتلاقى على نقطة . ولكون | الأرض جرما كثيفا ، مانعا من نفوذ الشعاع ، وجب أن يقع لها ظل | ( لوحة 316 ) محصور ، فيما بين تلك الخطوط ، على شكل مخروطي .
ومتى ما صار القمر في نقطة التقاطع ، بين منطقة الفلك المائل ، وبين | فلك البروج ، وكانت الشمس مسامتة لنقطة التقاطع أيضا ، ولم يكن | للقمر ميل عن مسامتة الشمس ، فيصير حائلا بيننا وبينها ، فيرى وجهه | كأنه سواد على صفحتها ، وذلك هو كسوف الشمس الكلي . وإن كان له | ميل عن مسامتة الشمس ، وكان الميل أقل من مجموع نصف قطر الشمس | والقمر ، انكسف بعض الشمس . وإن كان الميل أعظم أو مساويا لم | ينكسف . والكواكب الخمسة من المتحيزة ، وهي التي غير الشمس والقمر | قد يعرض لها إن تنزل صوب جهة المشرق ، وترجع إلى المغرب ، ثم تستقيم .
صفحة ٤٠٠