الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
وأذكر أنه قد شوهد بعض الاناث من النخل يتحرك إلى جهة | بعض الذكور منها ، دون بعض في حال تكون الريح إلى خلاف تلك | | الجهة ، وكذا ميل عروقها إلى الصوب الذي فيه الماء في النهر ، | وانحرافها في صعودها عن الجدار المجاور لها .
وهو مما يؤكد أن للنخيل من النبات شعورا ما ، وإدراكا ، وإن | كان لا يوجب الجزم بذلك في المبدأ القريب له ، بل ( في ) المبدأ البعيد | المدبر ، نفسا كان أو عقلا ، ممكنا كان أو واجبا . وسيأتيك تحققه .
وكل واحد من المعادن والنبات والحيوان ، جنس لأنواع ، لا | تنحصر لنا ، بعضها فوق بعض .
ويشتمل كل نوع منها على أصناف ، وكل صنف على أشخاص ، | لا سبيل لنا إلى حصرها . والمزاج المعد لكل جنس منها له غرض بين | حدين لا يتجاوزهما . ويشتمل غرضه على أمزجة نوعية ، كل منها | بين حدين ( لا ) يتجاوزهما النوع . وكذلك يشتمل المزاج النوعي | على أمزجة صنفية ، والصنفية على أمزجة شخصية .
ولكل واحد من المواليد صورة نوعية مقومة ، هي كماله الأول | منها تنبعث كيفياته المحسوسة وغيرها من كمالاته الثواني .
وتكون المعادن هو من امتزاج الأبخرة والأدخنة المحتسبة في باطن | الجبال والأرضين ، امتزاجا على ضروب ، بحسب اختلاف الأمكنة | وفصول السنة والمواد .
فإن في بعض الأراضي قوى مولدة لمعادن مخصوصة ، ولهذا لا | تتولد تلك في أي بقعة اتفقت .
وكذلك حال الأزمنة ، بسبب مسامته الشمس وانحرافها عن | المسامتة ، وأحوال أخرى لا يطلع عليها . |
صفحة ٣٧٤