الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
والحلقة شكل من حيث أنه في جسم طبيعي ، أو صناعي ، مخصوصا ، | بما يصح إبصاره في في حالة تحصل من اجتماع اللون والشكل ، وباعتبارها | يوصف الشخص بالحسن والقبح . وما يتعلق من الكيفيات بالكم المنفصل ، | | فموضعه على الأرثماطيقي ، وهو غير مناسب لغرض هذا الكتاب .
وقد أهملت ذكر كثير مما يتعلق بالكم المتصل ، البعض منه لهذا السبب ، | والبعض لوضوحه كالتربيع والتثليث وأشباههما .
وما عرفته ههنا من الكميات فهو آت بالغرض ، والمقصود من ذكره | بالذات ، إنما هو الكيفيات المتعلقة به ، لافتقار ما عرفتها به إليه .
وأما الكيفيات الاستعدادية ، فمنها تهيؤ لقبول أثر ما بسهولة ، أو | سرعة ، وهي طبيعي ، كالمراضية واللين ، وتسمى اللاقوة .
ومنها تهيؤ للمقاومة وبطء الانفعال ، كالمصحاحية والصلابة ، وذلك | هو الهيئة ، التي بها صار الجسم لا يقبل المرض ، ويتأتى عن الانغماز ، | لا أنه لا يمرض ، ولا ينغمز ، ويسمى القوة ، ويشتمل أقسام هذين ، | أعني القوة واللاقوة ، كونها استعدادات ، تتصور في النفس بالقياس ، إلى | كمالات ، وهي إن كانت في أنفسها كمالات ، فليس المعتبر ههنا كماليتها ، | بل كونها استعدادا لكمال غيرها ، ولا يراد بالكمال ههنا ما يكون فضيلة | للشيء ، أو ملائما له ، بل معناه : كونه نهاية استعداد ما ، لا غير .
ويدخل في هذا النوع من الكيفيات كثير من الكمالات المحسوسة وغير | المحسوسة ، لا باعتبار كماليتها ، بل باعتبار اعدادها لكمال آخر .
وقوة الانفعال قد يكون مقصور التهيؤ نحو شيء واحد ، كقوة الفلك | على قبول الحركة ، دون السكون .
وقد يكون التهيؤ نحو أشياء تزيد على واحد ، كقوة الحيوان على | الحركة والسكون ، ولكن باعتبارين ، كما سبق . وقد يكون القابل | قابلا للشيء ، دون حفظه ، كقوة قبول الماء للشكل ، وقد يكون قابلا | وحافظا معا ، كقبول الحجر له ، والقوة الشديدة إذا اشتد تأثيرها . | يشتد امتناعها عن التأثر .
صفحة ٢٨٢