قوله: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة﴾، ومثل قوله: ﴿ما المسيح ابن مريم إلا رسول﴾ فانظروا إلى تبحره في معرفة قواعد التفسير وإلى دقة نظره كيف بين المقصود، كما كان مراد المصنف، وكيف توجه إلى تسلسل المطالب، وكيف ادعى القول السابق واللاحق وكيف لاحظ كل مقام كان له مناسبة ومطابقة، لكني أتأسف تأسفًا عظيمًا أن هذا التحرير والمفسر العديم النظير ما كتب تفسيرًا حاويًا على أمثال هذه التحقيقات البديعة على العهد العتيق والجديد، ليكون تذكرة بين أهل ملته، ويظهر لهم من نكات العهدين ما لم يظهر إلى عهده والحق إنه لو قال مثل هذا المفسر بعد التأمل الكثير والإمعان البليغ: إن مجموع الاثنين والاثنين يكون خمسة، فلا أتعجب من دقة نظره وصائب فكره، فهذا حاله في فهم المقصود وعلى هذه البضاعة تقريرًا وتحريرًا وفهمًا يرجو أن ترجح ترجمته الرديئة وتفسيره الركيك على ترجمة علماء الإسلام وتفسيرهم، هذا هو ثمرة العجب والتكبر لا غير (الرابع) أن قوله: (إن روح الله لا يكون أقل من الله) مردودٌ لأن الله تعالى قال في سورة السجدة في حق آدم ﵇: ﴿ثُم سَوّاهُ ونفخ فيه من رُوحه﴾ وقال في سورة الحِجر وسورة ص في حقه أيضًا: ﴿فإذا سَوَّيتهُ ونفختُ فيه مِنْ روحي فَقَعُوا لهُ ساجدين﴾ فأطلق الله على النفس الناطقة التي كانت لآدم ﵇ أنها روحه وروحي،