وفي [يوم الأحد رابع عشري صفر ضرب الأجلاب الإستدار القبطي] في رأسه فشجوه شجة منكرة، فأدخل إلى جامع القلعة، ثم خيط جرحه، خوفا من الهواء، ثم انقطع في منزله على خوف شديد، وشرع السلطان ينقب عمن باشر ضربه، وكان ذلك من الغلط، فاشتد غضب الجلاب، وقصدوا الإستدار في بيته فاختفى منهم، ونقل أمتعته، وخاف ناظر الخاص الجمال يوسف بن كاتب جكم على نفسه منهم؛ فتمارض ولزم بيته، وحصل بين تمربغا الدويدار الثاني، وبين بردبك البشمقدار خصومة شنيعة بحضرة السلطان، وكان العالي فيها بردبك؛ بواسطة الأجلاب يرجعون إليه، وصار تمربغا خائفا على نفسه عاقبة ذلك، حتى إنه كان يطلع إلى القلعة من غير المكان المعتاد.
صفحة ٩٦