115

وفي يوم الاثنين تاسعه، لبس كاتب السر، ابن الأشقر خلعة استمرار على كتابة السر، بعد أن غرم أربعة آلاف دينار، وطلب الإعفاء، وضمم عليه، ولو بذل جميع أمواله، فلم يجب، والله تعالى يعامله بلطفه، ويدافع عنه؛ فإنه قل أن يكون في الأكابر مثله في الاحتمال، واللين، وتنزيل الناس منازلهم، مع الأصالة في الإسلام، والنشأة في الخير، والقراءة على الشيوخ، وصيانة النفس عن المدنسات، فعلم من ذلك أنه يراد به، ما أريد بابن البارزي، من أنه لا يخلى معزولا، ولا يكف عن أذاه متوليا، إلى أن تذهب نفسه حسرات.

موت الشيخ عبد الرحمن ابن داود:

صفحة ٢١٣