إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث
الناشر
دار ابن رجب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
تصانيف
والعاقبة، فكأنّه قال: أعوذ باللَّه عائذًا. ويجوز أن يكون اسم فاعل حالًا، أي: يقول ذلك عائذًا باللَّه.
(٢٧٧ - ٢٩) وفي حديثه: "أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامًا" (١):
"قيامًا" حال من الصفوف،، وفيه: فقال لنا رسول الله ﷺ: "مَكَانَكُمْ"، وهذا الاسم نائب عن الأمر، أي: الزموا مكانكم وقفوا؛ كقوله تعالى: ﴿مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ﴾ [يونس: ٢٨].
(٢٧٨ - ٣٠) وفي حديثه: "مَنْ هَمَّ بحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَاكُتبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ... الحديث" (٢):
"حسنة" بالرفع على أنّه مفعول "كتبت"، كما تقول: أثبتت له حسنة، أي: حدثت له، وبالنصب على أنّه المفعول الثّاني، أي: كتبت له همته حسنة، وكذلك في باقي الحديث (٣).
(٢٧٩ - ٣١) وفي حديثه: "فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتَسَعَى الْعَبْدُ في ثَمَنِ رَقَبَته غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ" (٤):
"غير" ههنا منصوبة على الحال، وصاحب الحال "العبد"، والعامل فيها (٥)
المصدر، قال عبد الله السهمي: ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا ... وعائذًا بك أن يعلوا فيطغوني قال الأزهري: يقال: اللَّهُمَّ عائذًا بك من كلّ سوء، أي: أعوذ بك عائذًا. وفي الحديث: عائذًا باللَّه من النّار، أي: أنا عائذ ومتعوذ، كما يقال: مستجير باللَّه، فجعل الفاعل موضع المفعول؛ كقولهم: سر كاتم، وماء دافق، ومن رواه "عائذًا" بالنصب، جعل الفاعل موضع المصدر، وهو العياذ. وينظر: "الكتاب" (١/ ٣٤١ - ٣٤٢). (١) صحيح: أخرجه البخاريّ (٢٧٥)، وأحمد (١٠٣٤١). (٢) صحيح: أخرجه مسلم (١٢٨)، وأحمد (٩٠٧٠). (٣) وقد تقدّم الكلام على هذا الحديث. (٤) صحيح: أخرجه البخاريّ (٢٤٩٢)، ومسلم (١٥٠٣)، وأبو داود (٣٩٣٧)، والترمذي (١٣٤٨)، وابن ماجه (٢٥٢٧)، وأحمد (٩٢١٨). (٥) في ط: فيهما.
1 / 201