190

إتعاظ الحنفا بأخبار الأإمة الفاطميين الخلفا

الناشر

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

الإصدار

الأولى

مكان النشر

لجنة إحياء التراث الإسلامي

وقال ﷾: " فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُم يَحْذَرُونَ ".
ألا تسمعون قول الله حيث يقول: " وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً في عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وقوله تقدست أسماؤه: " ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ".
وقوله له العزة: " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فيه كَبُرَ على المُشْرِكينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ".
ومثل ذلك في كتاب الله تعالى جده كثير، ولولا الإطالة لأتينا على كثير منه ومما دل به علينا، وأنبأ به عنا، قوله ﷿: " كَمِشْكَاةٍ فيها مصْبَاحٌ المِصْبَاحُ في زُجَاجَةٍ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ، يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُها يُضِىءُ وَلَوْلَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ، نُورٌ على نُورٍ يَهْدِى اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ، وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَىُءٍ عَلِيمٌ ".
وقوله في تفضيل الجد الفاضل والأب الكامل محمد صلى الله عليه، وعليه السلام إعلاما بجليل قدرنا، وعلو أمرنا: " وَلقَدْ آتَيْناكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ".
هذا مع ما أشار ولوح، وأبان وأوضح، في السر والإعلان، من كل مثل مضروب، وآية وخبر وإشارة ودلالة، حيث يقول: " وتِلْكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنَّاس ومَا يَعْقِلُها إِلاَّ الْعَالِمُونَ ".

1 / 192