ولولا أنه ليس غرضنا في كتابنا هذا وصف أقوالهم ، ونشر فضائحهم ، وبسط مقابحهم ، من فساد عقائدهم ، ومساوئ دفائنهم ، مما بينه شيوخنا - رحمهم الله - من الأشراف والعلماء في كتبهم المصنفة . في هتك أستارهم ، وإذاعة أسرارهم ، نحو أبي زيد عيسى بن محمد العلوي الحسيني ، وأبي جعفر بن قنة الرازي ، وأبي عبد الله بن درام الكوفي ، وأبي أحمد بن عبدك الجرجاني ، وغيرهم - رحمة الله عليهم - .
ثم ذكرت ما في رسالتهم الموسومة ب (( البلاغ السابع )) وربما سموها: (( البلاغ الأكبر ، والناموس الأعظم )) ، لكني أحيل من أراد الوقوف على باطنهم وسرائرهم على هذه الكتب ، فإنها مشهورة معروفة ، معروضة لمن أرادها .
وأرجع إلى الغرض الذي قصدته: وهو أني رأيت أن أضع كتابا في الإبانة عن معجزات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وما أيده الله تعالى به من الآيات البينات ، والدلائل الواضحات ، التي لا يذهب عنها من نصح نفسه ، ولم يتلعب بدينه ، مستعينا بالله تعالى ، ومستهديا له ، وراغبا إليه تبارك وتعالى ، أن يعظم النفع لنا به ، والمثوبة عليه ، وأن يجعل سعيي فيه ، وكدحي له ، خالصا لوجهه .
هذا ، ولست أطمع أن أزيد على ما قاله السلف - رحمهم الله - في هذا الباب . وإنما أوجز من كلامهم - رحمة الله عليهم - ما جعله البسط متباعد الأطراف ، وأبسط ما جعله الإيجاز خفي الأغراض .
صفحة ٥٤