أفترى أن كل من يعرف لغة العرب ، يمكنه أن يأتي بمثل قول النابغة:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك أوسع (¬1)
فيقال له: متى يحصل المتعذر عليه عند أول لفظة ، أو عند الثانية ، أو عند الثالثة ، أو بعدها ؟! ثم يلزم ذلك في جميع أشعار العرب وخطبهم ، وهذا فساد أظهر من أن يحتاج إلى الاطناب ، ولا بد لهذا السائل من الرجوع إلى ما تقدم من جوابنا .
ولهذا قالوا: إن الشاعر المفلق: هو الذي ترمي (¬2) قريحته بالبيت بعد البيت .
والمتوسط: من يأتي بالمصراع بعد المصراع .
والمتكلف: من يأتي بالكلمة بعد الكلمة ، حتى يؤلفها شعرا .
صفحة ١٨٧