314

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

تصانيف

سلمة جابر بن عبد الله بن رئاب (1). وهم يحلقون رءوسهم- ويقال: قد رموا الجمرة ثم انصرفوا عنها- فاعترضهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال: ممن أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال: أمن موالى يهود؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى.

فجلسوا معه، فأخبرهم خبره الذى اصطفاه الله به من كرامته ونبوته، ودعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن.

وكان مما صنع الله بهم فى الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانت الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان، فكانوا إذا كان بينهم شىء قالت اليهود: إن نبيا مبعوث (2) الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم (3).

فلما كلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أولئك النفر ودعاهم إلى الله أيقنوا به، واطمأنت قلوبهم إلى ما سمعوا منه، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من صفته، فقال بعضهم لبعض: يا قوم، اعلموا والله أن هذا النبى الذى تتوعدكم به/ يهود. فأسرعوا الإجابة لله، وآمنوا

صفحة ٣١٦