186

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

تصانيف

محمد بن عبد الله يدعى أنه نبى مرسل. قال عبد ياليل: فعند ذلك رمى بها (1).

ويروى لما رميت الشهب أول من علم ذلك ثقيف/ أهل الطائف، فكان ذو الغنم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة، وذو الإبل ينحر كل يوم بعيرا، وذو البقر ينحر كل يوم بقرة؛ فأسرع الناس فى أموالهم، فقال بعضهم لبعض: لا تفعلوا، فإن كانت النجوم التى تهتدون بها وإلا فإنه أمر حدث. فنظروا فإذا النجوم التى يهتدون بها كما هى لم يزل منها شىء فكفوا (2).

ويروى أن ثقيف أول من فزعوا لذلك، فأتوا عمرو بن أمية فقالوا: ألم تر ما حدث؟ قال: بلى، فانظروا فإن كانت معالم النجوم التى يهتدى بها [من البر والبحر، ويعرف بها] (3) أنواء الصيف والشتاء انتثرت فهى طى الدنيا، وذهاب هذا الخلق الذى فيها، وإن كانت نجوما غيرها فأمر أراده الله عز وجل بهذا الخلق، ونبى يبعث فى العرب فقد تحدث بذلك، وجعلوا يذبحون لآلهتم من كان له إبل أو غنم كل يوم، حتى كادت أموالهم تذهب، ثم تناهوا.

وفيها انطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى طائفة من أصحابه عامدين إلى

صفحة ١٨٨