277

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٤ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

«يخرجون على حين فرقة من الناس» . قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله ﷺ، وأشهد أن علي بن أبي طالب ﵁ قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فوجد، فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله ﷺ الذي نعت.
هذا لفظ مسلم، وزاد أحمد والبخاري: قال: فنزلت فيه: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾ .
قوله: «يخرج من ضئضئ هذا» .
قال الخطابي وابن الأثير وغيرهما: "الضئضئ الأصل". قال الخطابي: "يريد أنه يخرج من نسله الذين هو أصلهم، أو يخرج من أصحابه وأتباعه الذين يقتدون به ويبنون رأيهم ومذهبهم على أصل قوله".
قلت: وهذا الأخير أرجح، ويؤيده قوله ﷺ: «إن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم»، وقوله في الحديث الآخر: «إن له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه» .
وهذا هو اختيار ابن كثير؛ قال: "لأن الخوارج لم يكونوا من سلالته، ولا أعلم أحدا منهم من نسله، وإنما أراد: "من ضئضئ هذا"؛ أي: من شكله وعلى صفته". انتهى.
وقد اختلف في معنى قوله: "قد خبت وخسرت"؛ بناء على اختلاف الرواية في ضبط هذين الحرفين، فروي بضم المثناة.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح البارى": "بضم المثناة للأكثر، ومعناه ظاهر ولا محذور فيه، والشرط لا يستلزم الوقوع؛ لأنه ليس ممن لا يعدل حتى يحصل له الشقاء، بل هو عادل فلا يشقى، وحكى عياض فتحها، ورجحه

1 / 280