وقال تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ﴾ ١.
فالتكفير بدعاء غير الله: هو نص كتاب الله، وفي الحديث: "من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار" ٢.
وفي الحديث أيضا أن رسول الله ﷺ قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" ٣، وفي رواية: " إلا بحق الإسلام" ٤.
وأعظم حق الإسلام وأصله الأصيل هو: عبادة الله وحده، والكفر بما يعبد من دونه، وهذا هو الذي دلت عليه كلمة الإخلاص، فمن قالها وعبد غير الله، أو استكبر عن عبادة الله فهو مكذب لنفسه، شاهد عليها بالكفر والإشراك.
وقد عقد كل طائفة من أتباع الأئمة، في كتب الفقه بابا مستقلا في
_________
(١) سورة الرعد، الآية:١٤.
(٢) أخرجه البخاري في التفسير، باب﴾ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ﴿: (ح/٤٤٩٧)، وأيضا في الجنائز: (ح/١١٢٣٨)، وأيضا في الأيمان والنذور، باب"إذا قال الله لا أتكلم اليوم": (ح/٦٦٨٣)، من حديث ابن مسعود – ﵁.
(٣) أخرجه مسلم في الأيمان، باب الأمر بقتال الناس..: (١/٥٣)، من حديث جابر.
وبنحوه البخاري في الجهاد والسير، باب دعاء النبي ﷺ الناس إلى الإسلام والنبوة: (ح/٢٩٤٦)، من حديث أبي هريرة – ﵁.
(٤) أخرجه البخاري في الأيمان، باب﴾ فإن تابوا وأقاموا الصلاة ... ﴿: (ح/٢٥) .
1 / 46