12

الاستقامة

محقق

د. محمد رشاد سالم

الناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

التصوف
[يخلطون] فِي مَوَاضِع كَثِيرَة السّنة والبدعة حَتَّى قد يبدلون الْأَمر فيجعلون الْبِدْعَة الَّتِي ذمها أُولَئِكَ هِيَ السّنة وَالسّنة الَّتِي حمدها اولئك هِيَ الْبِدْعَة ويحكمون بِمُوجب ذَلِك حَتَّى يقعوا فِي الْبدع والمعاداة لطريق أئمتهم السّنيَّة وَفِي الْحبّ والموالاة لطريق المبتدعة الَّتِي أَمر أئمتهم بعقوبتهم ويلزمهم تَكْفِير أئمتهم ولعنهم والبراءة مِنْهُم وَقد يلعنون المبتدعة وَتَكون اللَّعْنَة وَاقعَة عَلَيْهِم أنفسهم ضد مَا يَقع على الْمُؤمن كَمَا قَالَ النَّبِي ﷺ أَلا ترَوْنَ كَيفَ يصرف الله عني سبّ قُرَيْش يسبون مذمما وانا مُحَمَّد وَهَؤُلَاء بِالْعَكْسِ يسبون المبتدعة يعنون غَيرهم وَيَكُونُونَ هم المبتدعة كَالَّذي يلعن الظَّالِمين وَيكون هُوَ الظَّالِم اَوْ اُحْدُ الظَّالِمين وَهَذَا كُله من بَاب قَوْله تَعَالَى ﴿أَفَمَن زين لَهُ سوء عمله فَرَآهُ حسنا﴾ [سُورَة فاطر ٨] وَاعْتبر ذَلِك بِأُمُور أَحدهَا أَن كَلَام مَالك فِي ذمّ المبتدعة وهجرهم وعقوبتهم كثير

1 / 14