كتاب الاستغاثة

ابن تيمية ت. 728 هجري
189

وهذه الأحوال هي من أصول الشرك وعبادة الأصنام وهي من المقاييس الفاسدة التي قال عنها بعض السلف ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس وهي من أقوال من يقول إن الدعاء إنما تأثيره بكون النفس تتصرف في العالم لا بكون الله يجيب الداعي وهي مبنية على أن الله تعالى ليس بفاعل مختار يحدث الحوادث بمشيئته واختياره

بل هؤلاء يقولون إن الرب سبحانه وتعالى يوجب العالم بذاته ويسمونه علة العلل ويقولون علة العلل ويقولون إنه علة تامة وإذا كان كذلك فلا بد للحوادث من سبب فجعلوا حدوثها سبب حركة الفلك وما يحدث عنها من الأشكال الفلكية والاتصالات الكوكبية

صفحة ٥٠٨