وهذا المحتج به بنى حجته على مقدمتين فاسدتين على أنهم توجهوا بذاته وأن ذلك يسمى استغاثة به فلزم من ذلك جواز ذلك بعد موته وفساد إحدى المقدمتين يبطل كلامه فكيف إذا بطلتا
وما ذكره من توسل آدم وحكاية المنصور فجوابها من وجهين
أحدهما أن هذا لا أصل له ولا تقوم به حجة ولا إسناد لذلك
والثاني أنه لو دل لدل على التوسل بذاته لا على الاستغاثة به
وأما فتح الكوة لينزل المطر فهو أيضا باطل كما تقدم التنبيه عليه ومع هذا فليس من هذا
وكذلك استسقاؤهم بدعائه ليس من هذا الباب
وأما اشتكاء البعير إليه فهذا كاشتكاء الآدمي إليه وما زال الناس يستغيثون به في حياته كما يستغيثون به يوم القيامة
وقد قلنا إنه إذا طلب منه ما يليق بمنصبه فهذا لا نزاع فيه والطلب منه منه في حياته والاستغاثة به في حياته فيما يقدر عليه لم ينازع فيه أحد
صفحة ٥٠٠