وهؤلاء ليس عندهم إلا قول طائفة من الشيوخ إذا كانت لكم حاجة فاستغيثوا بي وتعالوا إلى قبري ونحو ذلك مما فيه تصويبه لأصحابه بالاستغاثة به حيا وميتا
ومنه قول طائفة أخرى قبر معروف ترياق مجرب والدعاء عند قبر الشيخ فلان مجاب ونحو ذلك وحجتهم أن طائفة من الناس استغاثوا بحي أو ميت فرأوه قد أتى في الهواء وقضى بعض تلك الحوائج وأخبر ببعض ما سئل عنه وهذا كثير واقع في المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين والكواكب والأوثان فإن الشياطين كثيرا ما تتمثل لهم فيرونها قد تخاطب أحدهم ولا يراها ولو ذكرت ما أعلم من الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال هذا المقام وكلما كان القوم أعظم جهلا وضلالا كانت هذه الأحوال الشيطانية عندهم أكثر وقد يأتي الشيطان أحدهم بمال أو طعام أو لباس أو غير ذلك وهو لا يرى أحدا أتاه به فيحسب ذلك كرامة وإنما هي من الشيطان وسببه شركه بالله تعالى وخروجه عن طاعة الله ورسوله إلى طاعة الشياطين فأضلتهم الشياطين بذلك كما كانت تضل عباد الأصنام ومثل هذه الأحوال لا تكون من كرامات أولياء الله تعالى
صفحة ٤٨٠