كتاب الاستغاثة

ابن تيمية ت. 728 هجري
161

وهؤلاء ليس عندهم إلا قول طائفة من الشيوخ إذا كانت لكم حاجة فاستغيثوا بي وتعالوا إلى قبري ونحو ذلك مما فيه تصويبه لأصحابه بالاستغاثة به حيا وميتا

ومنه قول طائفة أخرى قبر معروف ترياق مجرب والدعاء عند قبر الشيخ فلان مجاب ونحو ذلك وحجتهم أن طائفة من الناس استغاثوا بحي أو ميت فرأوه قد أتى في الهواء وقضى بعض تلك الحوائج وأخبر ببعض ما سئل عنه وهذا كثير واقع في المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين والكواكب والأوثان فإن الشياطين كثيرا ما تتمثل لهم فيرونها قد تخاطب أحدهم ولا يراها ولو ذكرت ما أعلم من الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال هذا المقام وكلما كان القوم أعظم جهلا وضلالا كانت هذه الأحوال الشيطانية عندهم أكثر وقد يأتي الشيطان أحدهم بمال أو طعام أو لباس أو غير ذلك وهو لا يرى أحدا أتاه به فيحسب ذلك كرامة وإنما هي من الشيطان وسببه شركه بالله تعالى وخروجه عن طاعة الله ورسوله إلى طاعة الشياطين فأضلتهم الشياطين بذلك كما كانت تضل عباد الأصنام ومثل هذه الأحوال لا تكون من كرامات أولياء الله تعالى

صفحة ٤٨٠