فهو سبحانه وتعالى قد أمدهم بالملائكة ومعلوم أن نصر الملائكة لهم أعظم من النصر الذي أمروا به في قوله {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} فإن هؤلاء غاية ما يفعلونه دون ما تفعله الملائكة ثم بين أنه وإن نزلت الملائكة وقاتلت فالنصر لا يحصل بمجرد هذا إن لم يحدث الله ما به ينتصر المؤمنون وذلك لأن المقاتل من الملائكة والبشر غاية قدرته حركة نفسه وأما ما يتولد عن ذلك فهو لا يستقل به
والناس متنازعون في هذا
فكثير من النظار المثبتين للقدر يقولون إن جميع المتولدات فعل الله ليس فعلا للعباد مثل الشبع والري وانقطاع العضو وخروج السهم من القوس
وأما القدرية فيقول أكثرهم إنها مفعول فاعل السبب ويقسمون الأفعال إلى مباشر ومتولد لكنهم مع هذا يعلمون أن الفعل لا يتم بمجرد قدرة العبد بل بأمور خارجة عن قدرته
صفحة ٤٣١