فما هي جريمته؟ وما هو ذنبه الذي صيره وجعله من الملعونين؟ هل سرق؟ أم قتل؟ أم زنى؟ أم رفض السجود لله تعالى وادعى الربوبية؟ كلا، لا هذا ولا ذاك، وإنما رفض الاعتراف بالفضل لآدم
، فجعله الله من الكافرين، وهكذا ظل الابتلاء مستمرا في كل زمان ومكان، وقد أخبرنا الله بحال الأمم السابقة، وكيف أنهم أصيبوا بهذا المرض الخطير الذي هو مرض الكبر، فاستكبروا ورفضوا الاعتراف بمن فضلهم الله تعالى، حتى قال الله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}[سبأ: 20] وإن شئت فاقرأ سورة المؤمنين.
وجاء دور هذه الأمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم الله تعالى بتقديم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتراف بهم بالفضل، ووجوب اتباعهم، فقال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}[الشورى: 23] (ووجه الاستدلال بها: أنه عز وجل جعل حبهم الذي هو لهم نفعة في الدين أجرا لسيد المرسلين، أوجبه سبحانه على كافة الخلق أجمعين، ومن ظلم الأجير أجرته فهو من الظالمين، فما حال من ظلم النبي الأمين، في وداد عترته الأكرمين؟، فهو من الهالكين بأيقن يقين) انظر المصابيح الساطعة ص 39 الجزء الأول.
صفحة ٣