فقه الهندسة المالية الإسلامية
الناشر
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
المبحث الثالث:
الاستحسان
قال الإمام مالك ﵀: "تسعة أعشار العلم الاستحسان" (^١). بل بالغ بعضهم في الاستحسان حتى عده عماد العلم، وأن الذي لا يستحسن يكاد أن يفارق السنة (^٢)، والعلماء متفقون على أصل الأخذ به في معناه الأساس، وإن كانت طرائقهم مختلفة في الوصول إلى تحقيق هذا المعنى (^٣)، ويعد الاستحسان من الأدوات التي تستخدم في الهندسة المالية الإسلامية للعقود، وفي هذا المبحث دراسة له.
المطلب الأول: تعريف الاستحسان
الاستحسان في اللغة مشتق من الحسن، والحسن ضد القبح، واستحسن الشيء أي عده حسنًا (^٤).
والاستحسان في الاصطلاح له عدة تعريفات؛ منها: التعريف الأول: الاستحسان هو "دليل ينقدح في نفس المجتهد وتقصر عنه عبارته، فلا يقدر على إظهاره" (^٥). ونُسب هذا التعريف إلى بعض الحنفية (^٦). وانتقد هذا التعريف انتقادًا شديدًا (^٧)؛ "لأن ما لا يقدر على التعبير عنه لا يدري أنه وهم وخيال أو تحقيق ولا بد من ظهوره" (^٨).
(^١) الموافقات، للشاطبي ٥/ ١٩٨. (^٢) انظر: الموافقات، للشاطبي ٥/ ١٩٩. (^٣) انظر: رفع الحرج في الشريعة الإسلامية، ليعقوب الباحسين، ص ٢٧٧. (^٤) انظر: القاموس المحيط، للفيروز أبادي، ص ١١٨٩، مختار الصحاح، للرازي، ص ٧٣. (^٥) نهاية السول، للإسنوي، ص ٣٦٦. (^٦) انظر: الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي ٤/ ١٥٧. (^٧) انظر: المستصفى، للغزالي، ص ١٧٣، شرح مختصر الروضة، للطوفي ٣/ ١٩٠. (^٨) المستصفى، للغزالي، ص ١٧٣.
1 / 157