عن ابن عمر ﵄ عن رسول الله ﷺ أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله ﷺ " ألا إن الله ﷿ ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت "، وفي رواية أخرى عنه أن رسول الله ﷺ قال " من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله " وكانت قريش تحلف بآبائها فقال " لا تحلفوا بآبائكم " رواهما مسلم وغيره فنهى النبي ﷺ عن الحلف بغير الله، والأصل في النهي التحريم، بل ثبت عنه ﷺ أنه سما هـ شركا، روى عمر بن الخطاب ﵁ أن رسول الله ﷺ قال " من حلف بشيء دون الله فقد أشرك " رواه أحمد بسند صحيح، ورواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "، وقد حمل العلماء ذلك على الشرك الأصغر، وقالوا إنه كفر دون الكفر الأكبر المخرج عن الملة والعياذ بالله، فهو من أكبر الكبائر، ولهذا قال ابن مسعود ﵁ لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا. ويؤيد ذلك ما رواه أبو هريرة، عن رسول الله ﷺ أنه قال " من حلف منكم فقال في حلفه باللات فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لأخيه تعال أقامرك فليتصدق " رواه مسلم وغيره فأمر ﷺ من حلف من المسلمين باللات أن يقول بعد ذلك لا إله إلا الله، لمنافاة الحلف بغير الله كمال التوحيد الواجب؛ وذلك لما فيه من إعظام غير الله بما هو مختص بالله وهو الحلف به، وما ورد في بعض الأحاديث من الحلف بالآباء فهو قبل النهي عن ذلك جريا على ما كان معتادا في العرب في الجاهلية.
اللجنة الدائمة
محدثات الأمور
س ما هي محدثات الأمور وما معناها؟
ج المراد بذلك في قوله ﷺ " إياكم ومحدثات الأمور " كل ما أحدثه الناس في دين الإسلام من البدع في العقائد والعبادات ونحوها مما لم يأت به كتاب ولا سنة ثابتة عن رسول الله ﷺ، واتخذوه دينا يعتقدونه ويتعبدون الله زعما منهم أنه مشروع وليس كذلك بل هو مبتدع ممنوع، كدعاء من مات من الصالحين أو الغائبين منهم واتخاذ القبور مساجد والطواف حول القبور والاستنجاد بأهلها زعمًا منهم أنهم شفعاء لهم عند الله ووسطاء في قضاء الحاجات وتفريج الكربات واتخاذ أيام موالد الانبياء والصالحين أعيادا يحتفلون فيها ويعملون
1 / 59