الْكِتَابِ (١)، وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِىَ بِكَ (٢)، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ (٣)».
فالشياطين هى التى دعت إلى تحريف الدين، والخروج على الفطرة، وإلى الإشراك بالله، وحرمت الحلال، وأحلت الحرام، ولا تزال الشياطين تقعد للإنسان بكل طريق صادة عن سبيل الله ومحاولة صرفه عن جلائل الأعمال.
ففى حديث سبره بن فاكه أن رسول الله ﷺ قال: «إن الشيطان قعد لابن آدم بطرق: فقعد له بطريق الإسلام فقال: أتسلم، وتترك دينك ودين آبائك؟ فعصاه، وأسلم .. ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر؟ أتدع أرضك وسماءك؟ فعصاه وهاجر .. ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: أتجاهد وهو تلف النفس والمال، فتقاتل، فتقتل فتنكح نساؤك ويقسم مالك؟ فعصاه وجاهد».
وقال رسول الله ﷺ: «فمن فعل ذلك، فمات، كان حقًا على الله أن يدخله الجنة».
والشيطان هو الذى قام بدور رئيسى فى القضاء على دعوة الإسلام فى أول صدام له مع أعدائه.
(١) نظر إلى أهل الأرض فغضب عليهم غضبًا شديدًا قبل بعثة نبينا محمد ﷺ إلا فريقًا من أهل الكتاب الأول لم يغيروه. (٢) لابتليك هل تقوم بحق الرسالة أولًا وأبتلى بك الناس: هل يؤمنون بك أو يكفرون. (٣) لا يغسله الماء لأنه ليس فى صحف بل محفوظ فى الصدور يقرأ فى كل حال.
1 / 141