الإنسان محاسب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحاسب الإنسان على كل ما عمل في الدنيا؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
كل إنسان بما كسب رهين فمن آمن وعمل صالحًا دخل الجنة ومن كفر بالله ورسوله دخل النار قال تعالى: (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزًا حكيمًا، والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلًا ظليلًا) النساء/٥٦-٥٧.
والأعمال الصالحة، إنما تنفع صاحبها، والله غني عنا والأعمال السيئة إنما تضر صاحبها، ولا تضر الله شيئًا، كما قال سبحانه: (من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) فصلت/٤٦.
وقال سبحانه: (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين) العنكبوت/٦.
والله سبحانه كريم يضاعف الحسنات، كما قال تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلاّ مثلها وهم لا يظلمون) الأنعام/١٦٠.
والأعمال الصالحة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي من المنكر والجهاد، وتلاوة القرآن وغيرها من شعائر الإسلام كلها جزاؤها الجنة كما قال تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرًا) النساء/١٢٤.
والأعمال السيئة والمعاصي كالظلم والشرك والقتل والفساد والكبر وغيرها من المعاصي كلها جزاؤها النار إلاّ من تاب قال تعالى: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين) النساء/١٤.
والأقوال والأعمال، خيرًا كانت أو شرًا، كلها مقيدة عند رب العالمين، قال تعالى: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية /٢٩.
ولا يقبل الله من الأعمال إلاّ ما كان خالصًا لله موافقًا لهدي رسول الله ﷺ كما قال سبحانه: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا) الكهف/١١٠.
ويوم القيامة يرى كل إنسان ما عمل من طاعة أو معصية من خير أو شر كما قال سبحانه: (يومئذٍ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) الزلزلة/٦ - ٨.
وفي يوم القيامة كل إنسان سيعطى كتابه ويقال له: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا) الإسراء/١٤.
فمن آمن وعمل صالحًا أخذ كتابه بيمينه مسرورًا ودخل الجنة ومن عصى الله ورسوله أخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره، ودخل النار كما قال سبحانه: (فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا، وينقلب إلى أهله مسرورًا، وأما من أوتي كتابه وراء ظهره، فسوف يدعو ثبورًا، ويصلي سعيرًا) الانشقاق/٧ - ١٢.
وشتان بين الإيمان والكفر وبين الطاعات والمعاصي وبين أهل الجنة وأهل النار: (أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا لا يستوون، أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلًا بما كانوا يعملون، وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) السجدة/١٨ - ٢٠.
وقد بين الله أن أهل الإيمان هم الفائزون وأهل الكفر هم الخاسرون كما قال سبحانه: (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر.
اللهم ارزقنا الجنة وأجرنا من النار وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين..
[الْمَصْدَرُ]
من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري.
1 / 45