71

الإسلام أصوله ومبادئه

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ويتصف هؤلاء الرسل والأنبياء بكمال العقل، وسلامة الفطرة، والصدق في القول والعمل، والأمانة في تبليغ ما عهد إليهم، والعصمة من كل ما يشوه السيرة البشرية، وسلامة الأبدان مما تنبو عنه الأبصار، وتنفر منه الأذواق السليمة (١) وقد زكاهم الله في أنفسهم وأخلاقهم، فهم أكمل الناس خلقا، وأزكاهم أنفسا، وأكرمهم يدا، جمع الله لهم مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، كما جمع لهم الحلم والعلم، والسماحة والكرم والجود، والشجاعة والعدل حتى تميزوا في هذه الأخلاق بين أقوامهم، فهؤلاء قوم صالح ﵇ يقولون له - كما أخبر الله تعالى عنهم -: ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا﴾ [هود: ٦٢] (٢) وقال قوم شعيب لشعيب ﵇: ﴿أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: ٨٧] (٣) واشتهر محمد ﷺ في قومه بلقب " الأمين " قبل أن تتنزل عليه الرسالة، ووصفه ربه - جل وعلا - بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤] (٤) . فهم خيرة الله من خلقه، اصطفاهم واختارهم لحمل الرسالة

(١) انظر: لوامع الأنوار البهية، جـ ٢، ص: ٢٦٥، والإسلام تأليف أحمد شلبي، ص: ١١٤. (٢) سورة هود، الآية ٦٢. (٣) سورة هود، الآية: ٨٧. (٤) سورة القلم، الآية: ٤.

2 / 73