الإسلام ومواجهة المذاهب الهدامة

سبط المارديني ت. 907 هجري
3

الإسلام ومواجهة المذاهب الهدامة

الناشر

مكتبة وهبة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

بسم الله الرحمن الرحيم مُقَدِّمَةٌ: .. دعونا نسائل أنفسنا: هل منطق الحياة الإنسانية لم يزل: هو الطغيان عن طريق القوة ... واستغلال القوي للضعيف؟ .. ﴿إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ (١) .. هل القوي بعصبيته أو بماله .. أو بعدته وعتاده يسعى لأن يكون سندًا؟ على من لا يملك القوة ذا القوة والعتاد. وأمارة سيادته: أن يستغل الضعيف، ويحرص على بقائه ضعيفًا، كي يستمر في استغلاله؟. هل ما نسميه بالمذاهب الهدامة هو تبريرات للقوة والطغيان بها وتوجيهات لاستغلال الضعيف وبقائه ضعيفًا؟. وهل رسالة الله [لرسله]- عَلَيْهِمْ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - على هذه الأرض - وختامها القرآن الكريم - دعو إلى التوازن بين القوة والضعف، حتى لا يطغى القوي بقوته ولا يذل الضعيف، يقبل أن يستغل بسبب ضعفه؟. وإنما على الأقوياء أن يجنبوا قوتهم الاعتداء

(١) [سورة العلق، الآيتان: ٦، ٧].

1 / 3