الإشتقاق
محقق
عبد السلام محمد هارون
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
ومنهم: كُلَيب بن ربيعةَ، الذي يُضَرب به المثلُ فيقال: " أعزُّ من كُليبِ وائلٍ ". وله حديثٌ قتَلَه جسَّاسُ بن مُرَّة الشَّيبانيُّ، فكان سببَ الحربِ بين بكرٍ وتغلبَ أربعين سنةً. وأخُوه مُهلهِل بن ربيعة، وهو الذي قام بحربهم، وكان شاعرًا وهو الذي يقول:
فلو نُبِشَ المقابرُ عن كُليبٍ ... لخُبِّر بالذَّنائبِ أيُّ زيرِ
وذاك أنَّ كليبًا كان يسمِّيه زِيرًا. والزِّير: الذي يُعجِبه حديثُ النِّساء. وهو الذي يقول لجسَّاس.
كُليبٌ لَعمرِي كانَ أكثَر ناصرًا ... وأيسَرَ جُرْمًا منكَ ضُرِّج بالدَّمِ
رمَى ضَرعَ نابٍ فاستمرَّ بطعنةٍ ... كحاشية الُبْردِ اليَمانِي المسهَّمِ
واشتقاق مُهلهِل م قولهم: ثوبٌ هَلَهالٌ، إذا كان رقيقًا. وذكر الأصمعيُّ أنَه إنّما سُمِّي مهلهلًا لأنَّه كان يُهلهِل الشِّعر، أي يرقِّقه ولا يُحكِمه.
ومنهم: عمرو بن كُلثومٍ الشاعر، الذي قتل عَمرَو بن هندٍ الملك، وإيَّاه عنَى الأخطل:
أبنِي كُليبٍ إنَّ عَمَّيَّ اللذا ... قَتَلاَ الملوكَ وفكَّكا الأغلالا
يعني عَمرًا ومُرّة ابنَيْ كُلْثوم.
ومنهم: عُصْم بن النُّعمان، ويكنى أبا حَنَش، وهو قاتلُ شُرحبيلَ بنِ الحارث بن عمرٍ والملكِ يومَ الكُلاَب. وزعم قومٌ أنَّ إياهُ عَنى الأخطلُ بقوله: عَمَّيَّ.
ومنهم: بنو الفَدَوْكَس، الذين منهم الأخطل. والفَدَوْكَس: الغليظ الجافي. واسمُ الأخطل غِياثُ بن غَوْث. وإنَّما سمِّيَ الأخطلَ لسفَهه
1 / 338