اشتقاق أسماء الله

الزجاجي ت. 337 هجري
23

اشتقاق أسماء الله

محقق

د. عبد الحسين المبارك

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م

تصانيف

حذر أمورًا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيه من الأقدار فقال المخالفون له: هذا بيت مولد ليس بقديم. وأنشد أيضًا: حتى شآها كليل موهنا عمل ... باتت طرابا وبات الليل لم ينم فقال: هذا شاهد لتعدي «فعيل» لأنه قد نصب موهنا بكليل. فقال أصحابه: موهن منصوب على الظرفية. وأما الفراء، فلا ينصب بشيء من هذه الأمثلة، ويرى أن المنصوب بعدها إنما هو بإضمار فعل. قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد ﵀: الرحمة من العباد تحنن ورقة على المرحوم وهي من الله ﷿ إنعام وإفضال على العباد. قال: لأن الأفعال تتصل بالله ﷿ خلاف اتصالها بالآدميين ألا ترى أنا نقول: «علم زيد»، كما نقول: «علم الله»، وزيد علم بالاكتساب بعد أن كان جاهلًا، ويجوز أن يجهل بعد أن علم، والله ﷿ يتعالى عن ذلك وكذلك ما أشبهه، وكذلك وسعت رحمته كل شيء: أي إنعامه وإفضاله. والقول في هذا عندي - والله أعلم - أن من رحم من الآدميين غيره فتحنن عليه، ورق له فعل به ما يصلح شأنه، وأفضل عليه، وأزال عنه أذى إذا وجد إلى ذلك سبيلًا، والله ﷿ يفعل بمن رحمه من عباده من الفضل، والإنعام، وإصلاح

1 / 41