إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد

ابن الأكفاني ت. 749 هجري
121

إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد

القول في الإلاهي

وهو علم يبحث فيه عن الموجودات كلها من حيث تعينها وثبوتها وتحقق حفائقها وما يعرض لها، وتسب ما بينها ، وما پعمها وما يغصها من حيث هى هوجودات مبردة عن المادة وعلاتقها وموضوعه : الموجودات وأحوالها من هذه الحيثية ، ويعبر عنه بالعلم الإلهى لاشتساله على علم الربوية وبالعلم الكلى لعمومه وشموله بالنظر لكليات الموجودات .

وبعلم ما بعد الطبيعة لتجرد موضوعه من المواد ولواحقها وأجزاؤه الأصلية خمسة : الأول ، النظر فى الأمور العامة مثل الوجود ، والماهية والوحدة ، والكثرة، والوجوب، والإمكان ، والقدم ، والحدوث، والأسياب ، والمسببات، وما يجرى فى هذا المجرى الثاتى : النظر فى مبادى العلوم كلها وتبيين مقدماتها ومراتيها الثالث : النظر فى إثبات وجود الإله الحق ، والدلالة على وحدته وتفردء بالربويية واثبات صفاته ، وييان آتها لا توجب كثرة فى ذاته .

الرابيع : النظر فى إثيات الجواهر المجردة من العقول ، والنفوس ، والملاتكة ، والجن ، والشياطين ، وحقائقها وأحوالها الخامس : أحوال التفوس البشرية بعد مفارقتها الهياكل الإنسانية، وحال المعاد وكيفية ارتباءد الخلق بالأمر:.

ومتفعته : آن يتبين نيه المعتقدات الحقة فى حقاثق الموجودات التى يجب أن تعتقد ما هى ، والباطلة التى يجب أن تجتنب ، ما هى . بالبراهين القاطعة اليقينية وهذا العلم هو المقصود بالذات للاتسان فى كمال ذاته وسعادته فى دار البقاء ، وكمل علم سواه، إن تعلقت منفعته بأمر العاد فهر وسيلة إليه . وإن كملقت بأمر المعاش فهو خدم لما يعدله وسائر العلوم تستمد منه مباديها وتفتقر اليه، وهو غنى عتها.

صفحة ١٣٢