ومن المتأخرين باليمن : الإمام المهدي : أحمد بن يحيى والسيد محمد بن إبراهيم وصنوه الهادي والإمام أحمد بن الحسين والإمام عز الدين بن الحسن والإمام شرف الدين وغيرهم .
وسائر الأئمة يتوقف : كالهادي والقاسم , مع أن في رواية الهادي الترضية .
والمنصور بالله عبدالله بن حمزة له قولان : التوقف كما في الشافي والترضية كما في الجوابات التهامية .
وكثير منهم لا حاجة لنا إلى تعداد أعيانهم , لأنه يكفي القول الجملي بأن أئمة أهل البيت كافة بين متوقف ومترض , ولا يرى أحد منهم السب للصحابة أصلا , يعرف ذلك من عرف انتهى بلفظه .
الرابعة : حكى السيد الهادي بن إبراهيم الوزير في كتابه المعروف ب( تلقيح الألباب ) : أنه سأل الإمام ناصر محمد بن علي المعروف بصلاح الدين عن المتقدمين لأمير المؤمنين وسائر من خالفه ؟ فأجاب بأن مذهب أئمة الزيدية القول بالتخطئة لمن تقدم أمير المؤمنين .
... قال : وهؤلاء فرقتان : فرقة تقول باحتمال الخطأ , ويتوقفون في أمرهم , وفرقة يتولونهم ويقولون : إن خطأهم مغفرة في جنب مناقبهم وأعمالهم وجهادهم وصلاحهم .
... وقال : وهذا القول الثاني هو الذي نراه إذ هم وجوه الإسلام وبدور الظلام .
... وحكى السيد الهادي في ذلك الكتاب عن الإمام المهدي علي بن محمد بن علي والد صلاح الدين : أنه سئل عمن تقدم على أمير المؤمنين أو خالفه ؟ . فأجاب بأن مذهب جمهور الزيدية أن النص وقع على وجه يحتاج في معرفة المراد به نظر وتأمل , ولا يكفرون من دافعه , ولا يفسقونه ... إلى آخر كلامه في ذلك .
... ولا يخفى أن حكاية ذلك عن جمهور الزيدية لا تنافي حكاية غيره عن له جميعهم , لأن الحاكي عن الجميع ناقل للزيادة , وقبولها متحتم , وغاية ما عند ما حكي عن البعض أو الأكثر أنه لم يعلم بأن ذلك قول الجميع , وعدم العلم ليس علما بالمعدوم , وقد علم غيره ذلك ومن علم حجة على من لم يعلم .
صفحة ٥