وبلغنا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( دع ما يريبك إلا ما لا يريبك )). وهذا أمر بالترك لما يريب, والمجاوزة إلى ما لا يريب ، والمختلف فيه مريب, لقوله تعالى: { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ...الآية }(آل عمران: 105) وغيرها ؛ لما تقدم، وغير المختلف فيه غير مريب؛ لقوله تعالى: { أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه }الشورى: 13) وغيرها.
وبلغنا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما لفظه أو معناه: (( أمر استبان رشده فاتبعوه, وأمر استبان غيه فاجتنبوه, وأمر اشتبه عليكم فكلوه إلى الله )).
وروي عن النعمان بن بشير أنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( الحلال بين والحرام بين, وبين ذلك أمور مشتبهات, وسأضرب لكم في ذلك مثلا :إن الله حمى وإن حما الله حرام, وإن من يرع حول الحما يوشك أن يخالط الحمى )).
وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من دار حول)
الحما يوشك أن يقع فيه )), إلى غير ذلك مما يؤدي هذا المعنى, حتى تواتر معنى وأفاد العلم قطعا، والاحتجاج بها على نحو ما مر.
[أقوال قدماء العترة في تحريم العمل بالمختلف فيه]
وعلى ما ذكرته في هذا جرى مذهب قدماء العترة عليهم السلام ومن وافقهم من المتأخرين.
قال [الإمام علي ] عليه السلام في كلام له: ( أيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء, ومن خالف وقع في التيه ).
صفحة ٤٦