الاقتراح في بيان الاصطلاح

ابن دقيق العيد ت. 702 هجري
33

الاقتراح في بيان الاصطلاح

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت

بِأَن يكون الْأَعْلَى إِسْنَادًا عاميا لَا معرفَة بِهِ بالصنعة والأنزل إِسْنَادًا عَارِفًا ضابطا فَهَذَا يتَوَقَّف فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِرْشَاد الْمَذْكُور لِأَنَّهُ قد يكون فِي الرِّوَايَة عَن هَذَا الشَّخْص الْعَاميّ مَا يُوجب خللا وَمن آدابه أَن يحدث على طَهَارَة ووقار وهيبة وَتمكن وَرُوِيَ عَن مَالك ﵀ أَنه كَانَ يغْتَسل للْحَدِيث ويتبخر ويتطيب فَإِن رفع أحد صَوته فِي مَجْلِسه زبره وَقَالَ قَالَ الله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي﴾ وليقبل على الْقَوْم بِوَجْهِهِ وَلَا يُورد الحَدِيث سردا يمْنَع السَّامع من إِدْرَاك بعضه وَلَقَد تسَامح النَّاس فِي هَذَا الْأَعْصَار فيستعجل الْقُرَّاء استعجالا يمْنَع من إِدْرَاك حُرُوف كَثِيرَة بل كَلِمَات وَهَذَا عندنَا شَدِيد لِأَن عُمْدَة الرِّوَايَة الصدْق ومطابقة مَا يخبر بِهِ للْوَاقِع وَإِذا قَالَ السَّامع على هَذَا الْوَجْه قَرَأَهُ عَليّ فلَان وَأَنا أسمع أَو أخبرنَا فلَان قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فَهَذَا إِخْبَار غير مُطَابق فَيكون كذبا وَمَا قيل فِي هَذَا من أَنه يدْخل فِي الْإِجَازَة المقرونة بِالسَّمَاعِ وَيكون ذَلِك رِوَايَة لبَعض الْأَلْفَاظ بِالْإِجَازَةِ من غير بَيَان فَهَذَا تسَامح لَا أرضاه لما أَشَرنَا إِلَيْهِ من بعد لفظ الْإِجَازَة من معنى الْإِخْبَار

1 / 36