الاقتضاب في شرح أدب الكتاب

البطليوسي ت. 521 هجري
191

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب

محقق

الأستاذ مصطفى السقا - الدكتور حامد عبد المجيد

الناشر

مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة

تصانيف

وكان ينبغي له إذا اختاره، ألا ينكر قول من قال: إنه آباؤه وأسلافه، لأن كل واحد من القولين صحيح له حجج وأدلة، كذلك قال أبو عمر المطرزي. ومن أبني ما يحتج به من قال: إن العرض ذات الرجل ونفسه، حديث أبي الدرداء، وحديث ابن عينيه، وحديث أبي ضمضم، وقد ذكرها ابن قتيبة. ويزيد ذلك أيضًا، ما روى عن رسول الله ﷺ من قوله: (لي الواجد يحل عقوبته وعرضه). فإنما أباح له أن يقول فيه، ولم يبح أن يقول في آبائه وأسلافه، واللي: مصدر لويته بدينه ليا وليانا: إذا مطلته به، وقد ذكر أبو عبيد هذا الحديث وفسره بنحو مما ذكرناه. وقال أبو عمر الشيباني في كتاب "الحروف": العرض: الجسد. حكاه عن العذري. وأما ما احتج به ابن قتيبة من قوله ﷺ في صفة أهل الجنة، "لا يبولون ولا يتغوطون، إنما هو عرق يجري من أعراضهم مثل المسك"، فليست فيه حجة بينة لأن العرب تسمى المواضع التي تعرض من الجسد أعراضًا، والعرض الذي وقع فيه الخلاف ليس هذا، لأن العرض لفظة مشتركة تقع لمعان شتى، لا خلاف فيها بين اللغويين. وإنما وقع الخلاف في العرض الذي يمدح به الإنسان أو يذم. وهكذا بيت حسان بن ثابت: فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

2 / 19