الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب

محمد بن عبد الحق اليفرني (625 ه) ت. 625 هجري
88

الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب

محقق

د. عبد الرحمن بن سليمان العثيمين

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠١ م

تصانيف

(المستحاضة) - قوله: "إنما ذلك عرقٌ" [١٠٤]. يعني: عرقًا انفجر دمًا، ليس بدم الحيض. ويقال: استحيضت المرأة على صيغة ما لم يسم فاعله، وهذا أحد الأفعال التي صيغت للمفعول، ولم تصغ للفاعل، كقوله: نفست المرأة، ونتجت الناقة. واستحيضت فعلٌ بني من الحيض، وزيدت فيه الزوائد للمبالغة [كما] قالوا: قر في مكانه، فإذا بالغوا فيه قالوا: استقر، وكذلك الزوائد تدخل الأفعال لمعانٍ زائدةٍ في أكثر أحوالها، يقال: حلا الشيء فإذا أفرط في الحلاوة قالوا: احلولى، وأعشبت الأرض واعشوشبت، وخشن الشيء واخشوشن. - وقوله: "تهراق الدماء" [١٠٥]. يريد: أنها من كثرة الدم بها كانت كأنها تهريقه. ويجوز في "تهراق" فتح الهاء وتسكينها، فمن جعله من قولهم: هراق الماء، حرك الهاء، ومن جعله من قولهم: إهراق الماء سكن، والهاء [عند] من أسكنها عوضٌ من ذهاب حركة عين الفعل من أراق، ومن فتحها فهي عنده بدلٌ من الهمزة في أراق، والأصل أراق، ثم تبدل الهمزة

1 / 92