163

الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) - الجزء1

فيك (1) ، وعظيم الطمع منك (2) ، الذي أوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة، فالأمر لك وحدك لا شريك لك، والخلق كلهم عبادك وفي قبضتك، وكل شيء خاضع لك، تباركت يا رب العالمين.

اللهم فارحمني إذا انقطعت حجتي، وكل عن جوابك لساني، وطاش (3) عند سؤالك إياي لبي، فيا عظيما يرجى لكل عظيم، أنت رجائي فلا تخيبني إذا اشتدت إليك فاقتي، ولا تردني لجهلي، ولا تمنعني لقلة صبري، أعطني لفقري، وارحمني لضعفي.

سيدي عليك معتمدي ومعولي ورجائي وتوكلي، وبرحمتك تعلقي، وبفنائك أحط رحلي، وبجودك أقصد طلبتي، وبكرمك أي رب أستفتح دعائي، ولديك أرجو سد فاقتي، وبعنايتك (4) أجبر عيلتي (5) ، وتحت ظل عفوك قيامي، وإلى جودك وكرمك أرفع بصري، وإلى معروفك أديم نظري، فلا تحرقني بالنار، وأنت موضع أملي، ولا تسكني الهاوية فإنك قرة عيني.

يا سيدي لا تكذب ظني بإحسانك ومعروفك، فإنك ثقتي ورجائي، ولا تحرمني ثوابك فإنك العارف بفقري.

إلهي إن كان قد دنا أجلي، ولم يقربني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عللي (6) .

إلهي إن عفوت فمن أولى منك بالعفو؟ وإن عذبتني فمن أعدل منك في الحكم؟ فارحم في هذه الدنيا غربتي، وعند الموت كربتي، وفي القبر وحدتي، وفي اللحد وحشتي، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي.

صفحة ١٦٩