وقف لله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي من علينا بالإيمان والإسلام، وتفضل ببيان الشرائع والأحكام، ووعد من أطاعه واتبع رضاه الثواب في دار السلام.
وأوعد من عصاه بالعقاب في دار الهوان والانتقام.
نحمده على ما أفاض علينا من الأنعام، ونشكره شكر المنعم واجب على الأنام.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام.
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه السادة الأعلام.
وبعد؛ فإني قد جمعت بعون الله وتوفيقه في كتابي هذا فوائد ومواعظ ونصائح وحكما وأحكاما ووصايا وآدابا وأخلاقا فاضلة من كلام الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، ومن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن كلام أئمة السلف، وصالح الخلف الذي امتثلوا في أفعالهم وأقوالهم ما قاله الله جل جلاله، وما قاله رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وجمعت مما قاله الحكماء والعلماء والعباد والزهاد أنواعا جمة في فنون مختلفة وضروب متفرقة ومعاني مؤتلفة، بذلت في ذلك جهدي حسب معرفتي وقدرتي.
لكن قدره مثلي غير خافية ... والنمل يعذر في القدر الذي حملا
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
يا الله يا حي ويا قيوم يا من لا تأخذه سنة ولا نوم.
يا بديع السموات والأرض.
فالق الحب والنوى ذا الجلال والإكرام.
الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الأول الآخر الظاهر الباطن الذي أحاط بكل شيء علما.
القوي العزيز الرحمن الرحيم الغفور الودود ذا العرش المجيد المبدؤ المعيد الفعال لما يريد.
صفحة ٣