والدليل على غريزة الورع الصدق عند السخط والبعد عن الشبهات ومواضع الريب والإكثار من ذكر الله وحمده وشكره والتفتيش على المآكل والمشارب والملابس ونحوها بدقة.
والدليل على غريزة الحلم العفو عند الغضب.
ومن أعظم الناس مصيبة من لم يكن عقل ولا حكمة، ولا له في الأدب رغبة.
لا يبخل بالعلم على مستحقيه إلا جاهل قليل العلم، وإن لم يكن قليل العلم فهو دنيء الهمة حساد.
ومن جاد بالعلم والحكمة فهو أفضل ممن جاز بالمال وأبقى لذكره؛ لأن المال يفنى والعلم يبقى، والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فصل يحتوي على حكم وآداب متنوعة
ما ينبغي للعالم أن يطلب طاعة غيره وطاعة نفسه ممتنعة عليه.
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام من الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم
ما زلت تلقح بالرشاد عقولنا ... عظت وأنت من الرشاد عديم
إذا وليت أمرا فأبعد عنك الأشرار والفسقة والمجرمين، فإن جميع عيوبهم تنسب إليك رضيت أم سخطت.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
آخر:
فإن قرين السوء يردي وشاهدي ... كما شرقت صدر القناة من الدم
الحكمة كالجواهر في الصدف في قعور البحار، فلا تنال إلا بالغواصين الحذاق.
العاقل لا تدعه عيوبه يفرح بما ظهر من محاسنه.
النصح بين الناس تقريع.
إعادة الإعتذار تذكير للذنب وما عفا عن الذنب من ويخ به.
صفحة ١٣