كان كثير العبادة والتهجد حسن الخلق، قوي النفس، لين الجانب، متوددا إلى الناس، حريصا على قضاء الحوائج، وعلى النفع المتعدي. توفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة وسبعمائة للهجرة بمنزله فجأة بعد صلاة المغرب «١».
١٠ - ابن تيمية:
شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيمية الحراني، الدمشقي الحنبلي.
ولد في حران يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة للهجرة، وتحول به أبوه إلى دمشق فنبغ واشتهر، فكان إمام عصره بلا مدافعة في الفقه والحديث والأصول والنحو واللغة وغير ذلك. قرأ العربية على سليمان بن عبد القوي الطوفي- تلميذه هذا- أياما في دمشق. رحل إلى مصر وتعصب عليه مجموعة من العلماء فيها فحبس، وجرت له عدة محن وحبس من أجلها في دمشق ومصر، كان يجاهد بنفسه مع الجيوش التتار والصليبيين وله مواقف جليلة في نصرة دين الله ونصرة المذهب الحق- مذهب أهل السنة والجماعة- ومؤلفاته لا تحصى كثرة. توفي ﵀ في دمشق ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة في سجنه بقلعة دمشق «٢».
_________
(١) انظر البداية والنهاية ١٤/ ٧٥، وذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٣٦٤ - ٣٦٦، والدرر الكامنة (٢/ ١٤٦ - ١٤٧).
(٢) انظر ترجمته في مقدمة الجواب الصحيح بتحقيق الدكتور علي بن حسن العسيري، وفي البداية والنهاية ١٤/ ١٣٥ - ١٤٠، وفي النجوم الزاهرة ٩/ ٢٧١ - ٢٧٢، وفي ذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٣٨٧ - ٤٠٨، وغيرها.
1 / 64