188

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

محقق

سالم بن محمد القرني

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ

مكان النشر

الرياض

وهو يؤثر امساكها، وأن لا يفارقها، فلو اقتصر عليها فاته الولد، وهو من النعم العظيمة، وفيه تكثير الأمة، وقد قال النبي ﷺ: «تزوجوا الودود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم» «١» ومنها: إن في إباحة العدد مصلحة تعود على جنس النساء، فإنهن غالبا أكثر من الرجال، ففي إباحة التعدد من مصلحة إحصانهن، والقيام عليهن، ما يفوت كثير منه لوضع التعدد، وأما ما يحصل للمرأة من مشقة الغيرة بتزويج غيرها، فذلك لا يوازي تلك المصالح، ولا يقارب. وأيضا فإن للرجال مزيد فضل على النساء بتفضيل الله لهم، وبما أوجب عليهم في أموالهم من الانفاق على النساء، والقيام بهن، فناسب ذلك، وإن قصرت عليه أن يوسع له في قضاء وطره بغيرها إذا أحب ذلك، ولم يقصر عليها. وأما كون كثرة النساء يزداد فيه الشره في النكاح، فقد قدمنا الكلام على فضيلة النكاح بما أغنى عن إعادته، وما ترتب عليه الزيادة في الفضيلة، فهو فضيلة، ولهذا استكثر النبي ﷺ منهن، وأبيح له من العدد ما لم يبح للأمة، وقال ابن عباس- ﵄ خير هذه الأمة أكثرها نساء. وبالجملة إذا اعتبرت ما شرعه الله تعالى لهذه الأمة في هذا الباب وجدته على أحسن وجوه الحكمة، وأكمل طرائق المصلحة، كما هو كذلك في كل باب فلله الحمد" «٢».

(١) أخرجه أبو داود في النكاح باب (٤)، وابن ماجه في أول النكاح، والنسائي في النكاح، باب كراهية تزويج العقيم. وأحمد في المسند (٣/ ١٥٨، ٢٤٥) وصححه ابن حبان. [كشف الخفاء ١/ ٣٦٢]. (٢) منحة القريب المجيب ص: ٣١٢ - ٣١٤.

1 / 199