182

الانتصار للقرآن

محقق

د. محمد عصام القضاة

الناشر

دار الفتح - عَمَّان

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢ هـ

سنة النشر

٢٠٠١ م

مكان النشر

دار ابن حزم - بيروت

- أحدُها: أنه يفيدُ فيه الإبانةَ لها من غيرها من السور المنفصلةِ عنها. وقال النابغة: ألم ترَ أنّ الله أعطاكَ سُورةَ ... ترى كلَّ مُلْكِ دونَها يَتذبذَبُ يريدُ انقطاعاَ من الناس والملوك ومباينةَ لهم. وقيل: إن فائدةَ وصفها بأنها سورةٌ أنّها قطعةٌ منه وطائفة من القرآن. مأخوذٌ من قولهم: إنَّ فيه لسورةَ من جمال، أي: طائفةَ وبقيةَ منه. وقيل أيضًا: إن فائدةَ وصفِها بذلك أنّها سورةٌ معظَّمةٌ شريفة، وأنّ ذلك مأخوذ من معنى قولهم: فلانٌ له سُور في المجد وسُؤددٌ فيه، والمعنى في ذلك أنّ له شرفاَ فيه وارتفاعًا، مِن سادَ يسُود، قالوا: ومنه سُمّي سُورُ المدينة سُورًا لعلوه وارتفاعِه. وأمّا تسمية القرآنِ قرآنًا فإنّه قد قيل فيه أقاويلُ، نحن نذكرها، ونقولُ قبلَ ذلك إنّه من قرأتُ قراءةَ وقرآنًا فيكون مصدِّقاَ، وإنما قال الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، يعني قراءته، فهو على هذا المعنى مصدرٌ، وقال تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥) . هو ها هنا اسمٌ لا مصدر، ومرادُهم بقوله: قرأتُ قرآناَ أي: قراءةً، وهو على نحو ما جاء من قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) . أي: إنباتًا، وقولهم: كتبتُ كتابا، وشربتُ شَرابا، أي كتبتُ كتابةً، وشربتُ شرابا، فيقيمون الاسمَ مقامَ المصدر. قال حسّانُ بن ثابتٍ يرثي عثمانَ بن عفّان:

1 / 234