120

الانتصار للقرآن

محقق

د. محمد عصام القضاة

الناشر

دار الفتح - عَمَّان

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢ هـ

سنة النشر

٢٠٠١ م

مكان النشر

دار ابن حزم - بيروت

فهذه جملةٌ تدل على اختلافِ الرواياتِ واضطرابها في هذا الباب، وأنه لا يجوز أن يترَكَ ما قدّمنا ذكرَه من الأخبار المستفيضة عن الصحابة وما عليه تركيبُ الطبائع والعادةِ لأجل هذه الروايات، فإما أن تكونَ مدخولةً أو مُنصرِفةً إلى ما سنذكره من التأويل، على أنه قد رَوى جماعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان ممن جمع أيضًا على عهد رسول الله ﷺ، وما يُوجب أن يكونَ أبوه عمرو بن العاص ممن جمعه أيضًا على عهد رسول الله ﷺ، ورُوِيَ أيضًا ما يُوجب أن يكونَ عثمانُ بن أبي العاص ممّن حفظه وجمعه على عهد النبي ﷺ وقرأه في ليلة، فقال له رسولُ الله ﷺ: "إنّي أخشى أن يطولَ عليك الزمانُ وأن تملّ، فاقرأ به في شهر"، فراجعه في ذلك ونازله إلى أن بلغَ إلى تقريره له سبعَ ليال. وروى سِمَاكُ بن الفضل عن وهب بن منبّه، عن عبد الله بن عمرو أنه سأل النبيَّ ﷺ في كم يقرأ القرآن، فقال له: "في أربعين "، قال عبد الله: إني أُطيق أكثرَ من ذلك، قال: "في شهر، " قال: إني أُطيق أكثرَ من

1 / 172