241

الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

محقق

رسالة دكتوراة من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بإشراف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ١٤١١ هـ

الناشر

أضواء السلف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - السعودية

والثاني: الامتحان والتشديد في التكاليف بدليل قوله تعالى: ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ (^١). والثالث: الإضلال بدليل قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ﴾ (^٢) أي لا يضلنكم الشيطان. فإذا تقرر هذا فيجوز أن تحمل (^٣) هذه الآية وهي قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ (^٤) على العقاب والإهلاك، فيكون كقوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ﴾ (^٥) ولا يجوز أن تحمل الفتنة هاهنا على الإضلال؛ لأن ذلك قبيح، والله تعالى لا يأتي بالقبيح لعلمه بقبحه وغناه عن فعله وعلمه باستغنائه عنه (^٦)، ولا شك أن من كان بهذه الصفة (^٧) لا يفعل القبيح، قال: وأما قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ﴾ (^٨) فمحمول على أحد معنيين: إما أن يريد بتطهير القلوب الزيادة في التوفيق والتسديد والهداية، فإن الزيادة في ذلك تختص بالمؤمنين الذين اهتدوا بأصل الهداية العامة للمؤمن والكافر، فإن من اهتدى منهم بذلك زاده الله هدى وتوفيقًا كما قال الله

(^١) العنكبوت آية (١ - ٣). (^٢) الأعراف آية (٢٧). (^٣) في - ح- (أن لا تحمل) وهو خطأ ظاهر فإنه لا يستقيم به المعنى. (^٤) المائدة آية (٤١). (^٥) الزمر آية (١٩). (^٦) انظر: قول عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول الخمسة ص ٤٦١ فقد علل إنكار إرادة غير الحسن في عرفهم بهذا التعليل. (^٧) في - ح- (الصفات). (^٨) سورة محمد ﷺ آية (١٧).

1 / 258